يري عادل إمام نفسه المبصر الوحيد في جزيرة العميان.. والحر الذي يقود كتيبة العبيد، فلا يمر يوم إلا ويطلق تصريحات جوفاء بلا معني، وقد احتارت العقول في تفسير الغرض والهدف الذي يسعي عادل إمام من أجله.. ربما يظن نفسه زعيما بالفعل، ومن حقه أن ينافس مصطفي كامل علي الوجود في شارع قصر النيل.. وربما يتصور أنه أحق من أحمد نظيف ومكانه الطبيعي القرية الذكية. منذ شهور قليلة اتهم عادل إمام المعارضة بأنها أفسدت العلاقة بين الشعب والحكومة وقال إن الصحافة تتحرك بمصالح وأهداف وليست بريئة وجاءت هذه التصريحات خلال الوقفة الاحتجاجية التي نظمها في مسرح الزعيم بمناسبة مقتل جندي مصري علي الحدود المصرية ـ الإسرائيلية، ومنذ أيام قليلة ظهر عادل إمام كالمارد من القمقم وأعلن أنه مناضل لا يقل عظمة أو قيمة عن »چيڤار«.. فقد جلس تحت أقدام الرئيس جمال عبدالناصر وفي يده بندقية وفي جيبه 12 طلقة، وأضاف أن ذلك جاء أثناء دراسته في المرحلة الثانوية التي انضم خلالها الي حركة المقاومة الشعبية، ولم يبرر عادل إمام الذي أعلم جيدا أنه سيغضب لعدم وصفي له بالزعيم.. لماذا كانت طلقات الرصاص في جيبه وهل كانت البندقية فارغة أم لا؟! نسي عادل إمام أننا نعلم جميعا أن الاقتراب من جمال عبدالناصر كان ضربا من المستحيل وأن المرحلة التي ذكرها كانت ملتهبة، وسوء الظن فيها أكبر من حسن الظن لكنه يريد أن يصنع من نفسه »زعيم« ويدرك مائة في المائة أن شهوده أموات ولاد أموات ولايجرؤ أحد علي تكذيبه. إننا نطالب عادل إمام في هذه المرحلة بتسليم البندقية وعدد 12 طلقة رصاص كانت بحوزته.. فقد كتب له القدر فرصة البقاء وإسعاد الجماهير العربية.. وأتصور أن حسن النية متوفر لديه وسيسلم هذا السلاح للشرطة فمن المؤكد أنه يحتفظ بالبندقية لأنه شيء تذكاري ومرتبط بحدث تاريخي. ولا يتوقف عادل إمام عن تصريحاته وآرائه الساخنة فيتهم صناع مسلسل »الملك فاروق« بتعمد تشويه التاريخ وتغيير وجه الحقائق.. ويبالغ في وصف المصريين بالحفاة.. ويؤكد أن المصريين كانوا يلبسون طرابيش ولا يلبسون حذاء.. بهذا الوصف يريد القول إن المصريين كانوا مجانين مائة في المائة ولم يوفر لهم »المداس واللباس« إلا الزعيم عبدالناصر. من حق عادل إمام أن يعلن عن ولائه وانتمائه للحقبة الناصرية ولكنه ليس من حقه اتهام المصريين بأنهم كانوا حفاة.. عليه أن يقرأ التاريخ جيدا ويعود الي النهضة التي أحدثها محمد علي صانع النهضة الحديثة.. إذا كان مدركا لحالنا الآن وواقعنا المر فيجب عليه أن يبكي ويندم علي أيام جميلة مضت.. أيام كانت الشوارع تغسل فيها بالماء، وتداول السلطة كان أمرا مسموحا ومتاحا.. فتذهب وزارة وتأتي أخري.. من المستحيل أن يكون الشعب الذي أنجب سعد زغلول والنحاس وطلعت يسير حافيا إلا إذا كان عادل إمام يقصد أنه كان يسير حافيا علي جسر من ذهب. مطلوب من عادل إمام العودة الي الوعي والتوقف عن تصريحات لها ضجيج الطبل والتركيز في الفن فقط كما كان الراحل أحمد زكي الذي ملأ الدنيا وشغل الناس دون أن يصنف نفسه زعيما أو نسرا بثلاثة أجنحة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق
<