يبدو أن الشعب العربي لم يكن مدركا لحجم الفساد الذي كان يحيط بالطبقات الحاكمة في بلادهم، فمثلما اكتشف المصريون والتونسيون ان الصفوة الحاكمة في بلديهما كانت تحتكر خيرات البلدين وتترك الفتات للمواطنين، أصبح الآن الدور على الشعب الليبي ليكتشف حجم البذخ والترف الذي عاشه أبناء القائد معمر القذافي في مقابل حالة الفقر والجهل التي عانى منها الليبيون على مدى أكثر من 40 عاما.
فقد نشر موقع ويكيليكس مؤخرا مجموعة من الوثائق، تؤكد أن أبناء معمر القذافي قد أنفقوا عشرات الملايين من الدولارات، دفعوها لمجموعة من المغنين العالميين لإحياء حفلات خاصة لهم .
وأشارت تقارير دبلوماسية أمريكية مسربة، نشرها موقع "ويكيليكس" مؤخراً، أن ما لا يقل عن خمسة نجوم، قد قاموا باستلام ملايين الدولارات نظير غنائهم في حفلات خاصة لأبناء القذافي - وبخاصة معتصم الذي يحب الحياة الصاخبة على ما يبدو - ومنهم نيللي فورتادو وبيونسيه وزوجها جاي زي وليندساي لوهان وجون بون جوفي وآشر بالإضافة إلى بعض عارضات دار فيكتوريا سيكريت اللاتي قدمن مجموعة من الاستعراضات على شرف أبناء القذافي وضيوفهم في حفلات خاصة ببعض منتجعات إيطاليا السياحية.
وكانت جزيرة "سانت بارتس"، الواقعة في البحر الكاريبي، موقعاً لحفل ليلة رأس السنة الجديدة عام 2009، والذي حضره معتصم القذافي، الذي يشغل منصب مستشار الأمن القومي. كما قام معتصم ايضا - على نفس الجزيرة - بتنظيم حفل آخر في عام 2008، دفع خلاله القذافي الصغير مبلغ مليون دولار لسماع المغنية الأمريكية ماريا كاري، وأفادت التقارير بأنها قدمت أربع أغنيات خلال الحفل. كما تلقت المغنية الأمريكية بيونسيه مليوني دولار مقابل الغناء لساعة واحدة فقط ، وذلك في حفل آخر.
من ناحية أخرى، اعترفت المغنية الكندية نيللي فورتادو عبر صفحتها الشخصية على موقع "تويتر" بأنها تلقت مليون دولار، مقابل الغناء أمام أحد أبناء الزعيم الليبي معمر القذافي، حيث قالت: "في عام 2007، تلقيت مبلغ مليون دولار من عائلة القذافي، مقابل تقديم فقرة غنائية مدتها 45 دقيقة، أمام مدعوين في أحد الفنادق بإيطاليا"، إلا أن المغنية الكندية تابعت بقولها: "سوف أتبرع بهذه الدولارات."
وفي عام 2006، استضافت أسرة القذافي ليونيل ريتشي، في ليبيا، بمناسبة مرور 20 عاماً على الغارات التي شنها الجيش الأمريكي على الدولة العربية الواقعة في شمال أفريقيا، على الساحل الجنوبي للبحر المتوسط.
وحاولت CNN الحصول على تعليق من جانب أي من ممثلي ليبيا في واشنطن، بشأن تلك التقارير التي نشرها موقع "ويكيليكس"، دون أن تتلقى إجابة، كما سعت إلى الاتصال بممثلي النجوم بيونسيه وآشر وماريا كاري وليونيل ريتشي للتعقيب، حيث قال متحدث باسم بيونسيه "لا تعليق" !
