الأربعاء، 30 مارس 2011

جمال السادات: مبارك ليس امتدادا لوالدي .. لأن السادات لم يتعمد قتل المصريين




للمرة الأولى يخرج المهندس جمال السادات نجل الرئيس الراحل محمد أنور 
السادات الذي التزم به سنوات عديدة حيال أحداث كثيرة تخص أسرة الرئيس 
الراحل وعلاقتها بأسرة مبارك خاصة فيما يتعلق بالتضييق الذى مارسته 
قيادات بالنظام السابق ضده للدرجة التى وصلت لوقوفها بكل قوة أمام ترشحه 
لرئاسة شركة "اتصالات"، حسب قوله. وفي أول حوار بعد ثورة 25 يناير 
خص به جريدة "المصري اليوم"، نفى جمال السادات أن يكون نظام مبارك 
امتدادا لنظام سلفه الرئيس الراحل، مشيرا إلى أن السادات حقن دماء شعبه،
فيما نفذ نظام مبارك عمليات قتل متعمدة ضده خلال ثورة يناير.. وإلى نص
الحوار.
هل كنت تتوقع تصاعد الأحداث في مصر بهذا الشكل منذ ثورة يناير؟
- لا يوجد أحد في مصر توقع ما حدث، وسعادتي به جاءت لشعوري 
بأن ابني سيعيش حياة أفضل من التي عشت فيها، ورغم حالة عدم الاستقرار 
التي تتبع أي ثورة فإنني واثق من قدرة الجيش والوزارة الانتقالية على 
العبور بالبلاد الى بر الأمان.
وكيف تقارن بين مصر مبارك ومصر ما بعد الثورة؟
- الثورة كشفت لى أننا كمواطنين كنا نتعرض لعملية خداع ممنهجة، وكان 
النظام يوهمنا بأشياء كثيرة لم تكن حقيقية ولم أكن أتخيل أن نكتشف ما ظهر 
لنا عقب سقوط النظام، ناهيك عن المؤشرات التي تؤكد تعمد النظام السابق 
افتعال أحداث لا لشئ سوى شغل الرأي العام بها، أو الضغط على أطراف 
بعينها لصرف النظر عن أحداث أخرى، كما أن ما ينشر الآن في وسائل الإعلام 
بعد رفع القيود عنها يؤكد أننا كنا نعيش في عالم غير حقيقى، خاصة أن 
الإعلام المصرى تعمد تضليلنا أثناء الثورة وللأسف كنت ممن صدقوه في 
الأيام الأولى، وبعد يومين فقط من اندلاع الأحداث اكتشفت عدم مصداقية 
الإعلام المحلى فاتجهت للقنوات الإخبارية العربية مثل "الجزيرة".
تقصد أن أجهزة الأمن ارتكبت جرائم ضد مصريين لتحقيق أهداف خاصة؟
- ليست لدي مستندات تثبت هذا، لكنني أتابع مثل غيرى ما يتردد عن 
اتهامات لمسئولين بتعمد تفجير كنيسة القديسين على سبيل المثال، 
خاصة أن مصر لم تشهد أي اعتداء طائفي طوال أيام الثورة، رغم اختفاء
الشرطة.
وما تعليقك على جرائم قتل الأبرياء في "موقعة الجمل"؟
- للأسف كنت ممن تعاطفوا مع مبارك عقب خطابه الإنساني قبل تلك 
الموقعة، لكنني استيقظت على صدمة كبيرة مما حدث، وربنا ينتقم ممن 
فعلها لأن مشهد القتلى أحزنني وشعرت حينها أن هذا النظام لا يستحق أي 
تعاطف لأنه قتل أبرياء ليس لهم ذنب.
كيف مرت علاقتك بأسرة الرئيس السابق على مدى السنوات الماضية؟
- كنت حلقة الوصل بين أسرتي السادات ومبارك، وكانت علاقتنا تدور
في نطاق بروتوكولي، بمعنى أننا نحضر المناسبات العائلية المهمة مثل 
الذكرى السنوية لوفاة السادات أو جمال عبدالناصر ولم تكن العلاقة
تتجاوز ذلك.
لكن البعض يعتبرك صديقا شخصيا لجمال مبارك؟
- غير حقيقي ولم أكن يوما ما مقربا منه، لأن من كانوا حوله معروفون 
للرأى العام، لكن وسائل الإعلام كانت تحاول دائما إبراز علاقتي بجمال
مبارك على أنها علاقة قوية، وهذا لم يكن واقعيا إطلاقا، ولا أعرف إن كان 
هذا عن عمد أم لا، والحقيقة أن العلاقة بيننا لم تتعد لقاءنا في الذكرى 
السنوية لرحيل الرئيس السادات، أو مناسبات اجتماعية عابرة، ومنذ حوالي 
عام طلبت منه لقاء عاجلا بسبب مشكلات تعرضت لها شركة "اتصالات" 
في مصر.
وما طبيعة هذا اللقاء وما أسبابه؟
- الرخصة التي تم منحها للشركة تضمنت الحصول على ترددات لاسلكية منذ 
عام 2006 لكن واقعيا لم تتسلم الشركة تلك الترددات، وحاولت أن أوضح الأمر
من خلال المسار الطبيعي عبر وزارة الاتصالات ومجلس الوزراء دون جدوى، 
ولم أجد أمامي سوى الاتصال بجمال مبارك، خاصة أنني علمت أن الرئيس 
وصلت إليه معلومات مغلوطة حول حصول الشركة على كامل حقوقها، 
وبالفعل اتصلت بنجل الرئيس وطلب مني مقابلته في مكان ما في دار 
القوات الجوية، ولم يسبق لي الذهاب لبيته إطلاقا.
لماذا يتم لقاء كهذا في دار القوات الجوية؟
- لا أعرف، لكن يبدو أن لديه مكتبا هناك، وقابلني في صالون المكتب 
الخارجي ولم يطلب منى الدخول إلى المكتب، ومن ثم فأنا لا أعرف طبيعة 
المكان بشكل دقيق.
هل كانت هناك مشكلة فنية تتعلق بالترددات تحتاج إلى تدخل مباشر من
الرئيس؟
- "اتصالات" كمستثمر أجنبي دفعت حوالي 17 مليار جنيه، وكان من 
ضمن حقوقنا في الرخصة إيجار 10 ميجارهرتز من الترددات اللاسلكية
في 2007 لتمكين الشركة من التوسع لكننا لم نحصل على هذا الحق رغم
طرقنا كل الأبواب، واكتشفت منذ أقل من عام أن مبارك لديه معلومات 
بأن "اتصالات" حصلت على كل الترددات الخاصة بها، ما يعني أن الرئيس 
تصل إليه معلومات خاطئة، وعندما حاولت الاتصال به لتوضيح الموقف 
عجزت عن الوصول إليه، كما لم تسفر مقابلتي بجمال مبارك عن شئ 
فاتصلت باللواء عمر سليمان، رئيس المخابرات العامة وقتها، ونجحت في
مقابلته ومعي مستندات تثبت عدم حصول الشركة على ترددات منصوص 
عليها في الترخيص، وأبلغت سليمان أن مبارك تصل إليه معلومات مغلوطة 
ولفت نظره إلى أن رئيس دولة الإمارات لديه علم بتلك المسألة، وينوي 
مفاتحة الرئيس فيها وهذا ما حدث فعلا خلال آخر زيارة أجراها مبارك 
للإمارات خلال العام الماضي.
وهل نجحت تلك المساعى في الحصول على الترددات؟
- لم نحصل على شئ حتى الآن، وهو حق مشروع كما أوضحت، ونجرى 
الآن بعض الاتصالات بالمجلس العسكري المنوط به إدارة البلاد، وعلى 
يقين بأنه سوف يرد الحق لأصحابه.
هل كان ذلك تعنتا مقصودا ضد جمال السادات؟
- عقب فوز "اتصالات" الإمارات بالرخصة الثالثة للمحمول، أعلنت 
الشركة اختيارها لي رئيسا لمجلس الإدارة، وفوجئت بمعوقات غير طبيعية، 
وكان واضحا جدا عدم وجود رغبة في أن أشغل هذا المنصب، وتعطلت 
الشركة كثيرا بسبب عدم رد مصر على ترشيح الشركة الإماراتية لي، 
وعلمت أن وزارة الاتصالات المصرية ألمحت إلى مؤسسة اتصالات الإمارات 
بأن تختار شخصا آخر ليتولى المنصب بناء على تعليمات من بعض قيادات
الدولة، فطلبت رئيس مجلس إدارة شركة "اتصالات" الأم لأبلغه اعتذاري 
عن المنصب حتى لا أتسبب في مشاكل للشركة.
وكيف سارت الأمور بعد ذلك؟
- شعرت بمرارة شديدة من التعامل معي بهذا الشكل في هذه الفترة، خاصة 
بعد أن أبلغ الدكتور طارق كامل، وزير الاتصالات السابق، الشركة الإماراتية 
بعدم رغبة مصر في رئاستى للشركة، لأسباب تبدو لي غير مفهومة، وعلى 
الفور أجريت اتصالات ببعض المقربين من الرئيس لأستطلع الأمر، 
وأخبرتهم بأنني سوف أنسحب إذا لم يكن للرئيس رغبة في وجودي على 
رأس الشركة، كما أجريت اتصالا بالسيدة سوزان مبارك وأخبرتها بأنني 
ألقى معاملة غير لائقة، وأخبرتها بأنني قابلت مبارك في حضور مسئول
إماراتي قبل حصول الشركة على الترخيص، وأخبرته بأنني سأسعى مع 
الشركة الإماراتية للحصول على الرخصة، وكان مرحبا للغاية، لكنني الآن 
ألقى معاملة سيئة وغير مبررة، ولا يوجد لها سبب واضح وبعد هذه 
المكالمة بساعة فوجئت باتصال من جمال مبارك، قال لي فيه: "إنت زعلان من 
إيه يا جمال؟"، فقلت له إنني لا أقبل هذه المعاملة لأنني لم أسيئ لأحد، فقال 
لي إن اختيارك يخص الشركة الإمارتية، وتمنى لي حظا سعيدا، وشعرت حينها 
أن كل مؤسسات الدولة ضد ترشيحي باستثناء مبارك، وعقب ذلك علمت أنه 
أعطى تعليماته لمسئولي الحزب الوطنى للموافقة على ترشيحي.
ما الانطباع الذى شعرت به من بعد هذه التجربة؟
- لا يليق بدولة بحجم مصر أن يكون تعيين رئيس مجلس إدارة شركة 
استثمارية خاصة في يد رئيس الجمهورية ومن حوله، وما الأهمية التي 
تمثلها هذه الشركة للرئيس؟، لذلك أنا سعيد بهذه الثورة التي ستغير مفاهيم 
إدارة الحكم في مصر.
لكن البعض كان يردد أن القبول الذي تحظى به شعبيا كان مثار غيرة من جمال مبارك؟
- لا أستطيع أن أؤكد ذلك، وأطراف مشتركة بيننا أشارت إلى هذا الأمر، 
وحينما شعرت أن الموضوع قد يكون لافتا للنظر، آثرت الابتعاد عن 
الساحة نهائيا، وكنت أرفض الظهور الإعلامي حتى لا تتضرر الشركة 
بسببي، لأنني لم أكن امتلك أي طموح سياسي، ولم أسع لأي عمل عام، 
وكنت أخاف من المقارنات بيني وجمال مبارك، وأفضل أن أعيش في 
حالي، وزوجتي ووالدتي كانتا تقولان لي: لا تظهر في الإعلام، وبالفعل
اتخذت 
هذا القرار وكنت أحمد الله على القبول الذى ألقاه في الشارع.
هل أنت راض عن المعاملة التى تلقتها أسرة السادات خلال عهد الرئيس
السابق؟
- تعلمت من والدي أنه لا يصح إلا الصحيح، والتاريخ سيحكم في النهاية 
على الرئيس السادات، وما لقيته أسرته من بعده.
ما الأمور التي كانت تجعلك تتصل بمبارك لمقابلته؟
- في الحقيقة كانت هناك صعوبة بالغة في الوصول إليه، وعندما طلبت مقابلته
منذ عامين لم أكن أتلق أي رد، ويبدو أن من حوله كانوا لا يوصلون إليه 
إلا ما يريدون أو كانوا يحددون شخصيات يقابلها وأخرى لا يقابلها.
وكيف كانت علاقتك بعلاء مبارك؟
- كنا نلتقي في المناسبات فقط، ونفس الشئ بالنسبة للسيدة سوزان مبارك، 
ولم يكن بيننا أي اتصالات بعيدا عن المناسبات باستثناء مكالمة واحدة 
أجريتها معها بسبب رفض البعض وجودي على رأس شركة "اتصالات".
هل أجريت اتصالات بأسرة الرئيس السابق خلال الثورة أو بعدها؟
- لم يحدث.
البعض ينظر لنظام مبارك على أنه الامتداد الطبيعي لنظام السادات؟
- السادات والدي، وبالتالى فشهادتي مجروحة، لكن حرب أكتوبر 73 تشهد أنه
فعل الكثير من أجل مصر بعدما تمكن من طرد الاحتلال الإسرائيلي، وهذا 
لا يعني أنه ليست هناك أخطاء، لكني على قناعة تامة بأن والدي لم يكن 
ليسمح بإراقة دماء المصريين مثلما فعل نظام مبارك أثناء الثورة، كما أن 
السادات لم يكن يسمح بالفساد بهذا الشكل الذي نراه الآن، وهذا لا يعني أنه 
لم يكن هناك فساد فى عهد السادات، لكنه لم يكن بهذا الشكل المرعب.
ألم تفكر في النزول لميدان التحرير خلال الثورة؟
- نزلت الميدان مع أحد أصدقائي صباح يوم الجمعة الذي أعلن الرئيس فيه 
التنحي وكان لدي إحساس بأن مصر تشهد تحولا تاريخيا ويكفي أن ابني 
سيعيش في مناخ ديمقراطي ومستقبل أفضل.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

<

عدد الزوار

free counters

اهلا بيك

اهلا بيك

الاحصائيات

جوجل اخبـــــــار

Custom Search

wibiya widget

ContactMe