أثار قرار المهندس أسامة الشيخ، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، بشأن حذف جميع المشاهد التي تظهر المرأة العربية بصورة سيئة في مسلسلات رمضان، العديد من ردود الفعل والتساؤلات، منها هل مسئولون التليفزيون يحتاجون لمن ينبههم في كل عمل أنه يسيء لمهنة معينة أو لدولة معينة، وهل القضايا التي ترفع يومياً علي المسلسلات ستجعل المسئولين يصدرون قراراً بحذف مشاهد من المسلسلات بعد تصويرها والتي من الممكن أن تخل بالكيان الدرامي خاصة أنها مرتبطة بحلقات متسلسلة وليست برنامجاً يمكن حذف حلقات منه، مثل ظهور ملكة جمال المغرب كفتاة ليل في مسلسل العار والقضية المرفوعة ضد مسلسل »زهرة وأزواجها الخمسة« من نقابة الممرضين أو عائلة المجني عليه في قضية طبيب الأسنان التي حررت محضراً ضد مسلسل »بالشمع الأحمر« والعائلة الملكية التي طالبت بوقف مسلسل »ملكة في المنفي« وغيرها من القضايا التي ترفع في كل يوم؟! هل المسئولين ينتظرون أيضاً قضية ترفع عليهم تمنعهم من عرض بعض المشاهد مثلاً تلك التي تسمح بشرب الحشيش والسجائر وظهور المصريات فتيات ليل أو مشاهد الرقص، وهو الأمر الذي جعلنا نتساءل ما فائدة الرقابة في اتحاد الإذاعة والتليفزيون؟ وهل كل مسلسل يناقش قضية معينة سيضطر الشيخ إلي حذف مشاهد من المسلسل لإرضاء من لهم علاقة بهذه القضايا من قريب أو بعيد استطلعنا آراء الكتاب والفنانين. يري الكاتب يسري الجندي أن القرار الذي اتخذه الشيخ قراراً ليس في موضعه لأن الموضوع لا يحتمل كل هذا التأويل فطالما أن الأحداث مبررة في محلها فليس من حق أي مسئول أن يحذف كلمة كتبها مؤلف أو مشهد تم تصويره لأنه لا يعجب به، وأري أن هناك حساسية زائدة عن النماذج التي تكتب عنها عن نموذج هل المحامي أو الطبيب أو الصحفي ويظهر بصورة سيئة يعامل بهذا النقد وتصبح مشكلة بين الدول ويصدر فيها قرارات لأن أي مهنة من المؤكد أن بها نماذج غير سوية إن لم تكن علي المستوي المهني فمن المؤكد علي المستوي الشخصي وطالما أن هناك مبررات درامية واضحة في هذا السلوك والمؤلف يشرح خلفية هذه الخصية فلا داعي لهذه القرارات، وما يحدث في مصر بشأن الاختلافات التي يحدثها البعض علي الأعمال الدرامية هو مظهر من مظاهر التخلف فهذا أمر غير موجود في أي مجتمع متحضر فلا يمكن أن يكون في عمل غربي مثل هذا النقص في الوعي لدي المصريين لأن المنطق أن كل أنواع البشر فيها الطيب والسيئ، وأنا أتذكر في مسلسل »سامحوني ماكنش قصدي« عندما قدمت صورة الصحفي بشكل سيئ، قطعوا لي هدومي فالعلة التي قدمتها ليست في المهنة ولكنها في مكونات الشخصية، ما أريد أن أوضحه أنه لابد من مواجهة هذه القضايا الحساسة لأنه لا يقصد أي كاتب أن يسيء لأحد عمداً ولكنه يكتب عن نموذج يستحق المناقشة. ويري الكاتب محفوظ عبدالرحمن أنه مع هذا القرار لأن أي دولة عربية من حقها أن تدافع عن صورتها ومن المفترض أن هناك رقابة لها قواعد ومن أهم قواعدها عدم إهانة شعب آخر وهذا الموقف حدث أثناء فيلم أحمد آدم »ولا في النية ابقي فلبينيه« واعترضت سفارة الفلبين علي ذلك وتغير اسم الفيلم فأنا لست مع الرقابة ولكني مع الذوق السليم، وعموماً أنا أري أن الرقابة أحياناً يكون مبالغاً فيها من ناحية الترقيم فلا يجب أن تحذف مشاهد مثلاً لرقصه أو لمشهد مدخن طالما أنه داخل السياق الدرامي فأنا ضد الدراما المعلبة، فمثلاً لا يمكن أن يكون فيلم »ثرثرة فوق النيل« دون حشيش فلا يمكن أن نتعامل مع الدراما بمنطق الدراما النظيفة، وأنا لا أطالب بإلغاء الرقابة لأن كل تليفزيونات العالم فيها رقابة وإنما نطالب بالسماح بمساحة أكبر في القضايا السياسية. ويري الفنان محمود ياسين هناك لجان يتم تشكيلها خصيصاً لهذه القضايا التي تثيرها الرأي العام، لا يمكن أن نغفل دور لجنة المشاهدة التي تشاهد الأعمال وهي مكونة من شخصيات قادة في الفن وأساتذة وعباقرة لديهم القدرة علي تحليل هذه المشاهد فمن المؤكد أنها شاهدت هذه الأعمال مسبقاً، ونسأل هنا كيف سمحت الرقابة مرة في العرض الأول والثاني في لجنة المشاهدة بمرور مثل هذه المشاهد والحرص هنا مطلوب لأن المسئولين عن الرقابة قادرون علي إبداء الرأي بشكل موضوعي وتوصيل الآراء للمسئولين عن العرض فنحن دولة لها قيمتها الفنية. ويري الفنان عزت العلايلي أنه إذا كانت المشاهد مقحمة علي الدراما فليس لها أهمية والأفضل أن يتم حذفها وإذا كان مؤثراً في الأحداث الدرامية فلا يمكن حذفها بأي شكل من الأشكال هناك مسئولون عن مراجعة النصوص وهناك رقابة في التليفزيون لابد أن تشاهد العمل قبل عرضه ولا يمكن أن يمر عليها مثل هذه المشاهد ليتم حذفها بعد عرض العمل فمصر بلد كبير ورائدة الفنون في الوطن العربي.
0 التعليقات:
إرسال تعليق
<