الجمعة، 12 نوفمبر 2010

خالد أبو النجا: "التانيت" تتويج للسينما المستقلة



نجح فيلم "ميكروفون" فى انتزاع جائزة التانيت الذهبى لمهرجان قرطاج السينمائى الدولى فى دورته الـ23 من بين55عملاً سينمائياً من 18 دولة مختلفة تنافست جميعا للحصول على هذه الجائزة، ولم يحصل من مصر فى هذا المهرجان على هذه الجائزة سوى المخرج العالمى الراحل يوسف شاهين وكانت عن مجمل أعماله.

مخرج الفيلم أحمد عبد الله السيد قال، "إن الأمر كان بمثابة مغامرة حقيقة بالنسبة لنا، فلقد لاقى العرض الخاص للفيلم بالمهرجان استحسان عدد كبير من ضيوف المهرجان على الأخص الجمهور التونسى، والذى ملأ قاعات السينما فى العرضين اللذين أقيما للفيلم، وهو ما جعلنى أشعر بسعادة للإقبال على الفيلم، وهو ما تكرر فى كل الدول التى تم عرض الفيلم بها، ومنها تورنتو ولندن وغيرها من المهرجانات، ولكن هذه الجائزة كانت استثنائية لأنها المسابقة الرسمية الأولى التى يشارك بها الفيلم، ولأنها فى أول مهرجان عربى يعرض فيه الفيلم، كما أنها من قرطاج وتوجت جيلا جديدا من شباب الفن المصرى، كما أنها تؤكد أن السينما المصرية قادرة على التجديد وجذب انتباه العالم.


أما خالد أبو النجا فقال عن كواليس المهرجان، "تم ترشيحى لأكون عضوا بلجنة التحكيم الدولية للمسابقة الرسمية ولكن بعد أن تم اختيار فيلمى ميكروفون فى المسابقة بالطبع تغير الوضع، فطلبت منى إدارة المهرجان أن أبادل هذا بلجنة تحكيم أخرى وهى الأفلام الوطنية التونسية القصيرة ومسابقة الأفلام الوثائقية، وقد استمتعت بهذا جدا، فقد لمست مدى تقارب مشاكل الشباب التونسى والمصرى التى تقدم فى أفلامهم الجديدة، فهناك روح جديدة تبحث عن التغيير، وعند بداية المهرجان أعلن أن هذه الدورة ستكون استثنائية وشبابيه، وكانت بالفعل، فكم كنت أتمنى أن يرى الجمهور التونسى 3 أفلام لى أعتبرها نقطة تحول هامة لسينما جديدة شابة من مصر، وبالفعل وجدت الـ3 أفلام وهى "واحد صفر" و"هليوبوليس" و"ميكرفون" تعرض ضمن أقسام مختلفة فى المهرجان.


وأكد أبو النجا أنه كان يلهث ما بين عمله فى لجنة تحكيم الأفلام التونسية والوثائقية وبين عروض أفلامه مع طاقم فيلم كل عمل، وقال، "كنت أجرى من عرض لشباب تونسى واعد إلى عرض ميكروفون مع أحمد عبد الله السيد، ويسرا اللوزى، وعاطف يوسف ثم إلى عرض "واحد صفر" مع إلهام شاهين، وهكذا.. نقدم أفلامنا أو نستقبل رد فعل الجمهور، ففى عروض فيلم "واحد صفر" و"هليوبوليس" و"ميكروفون" الذى كان بالمسابقة الرسمية، امتلأت القاعات عن آخرها بالجمهور التونسى الذى أبهرنى بمدى إقباله وتعرضه للأفلام من كل مكان بالعالم.. فى الختام وبشكل خاص عند إعلان فوزنا بالجائزة الكبرى لميكروفون،كان أفضل تتويج لأيام سينمائية لاهثة لن أنساها فى حياتي".


وردا على توقعه للجائزة قال خالد أبو النجا، "تصورنا أنه من الصعب أن نحصل على هذه الجائزة التى لم يحصل عليها أى فيلم مصرى شارك ضمن فعاليات المهرجان طوال 23 عاماً هى عمر المهرجان، كما أن رئيس لجنة التحكيم المخرج الهايتى راؤول باك، يعد ناشطا سياسيا وكان من البديهى أن يفضل فيلما سياسيا للفوز بالجائزة الكبرى، خاصة وأننا وجدنا من خلال مشاهدتنا للأفلام التى تتنافس معنا فى نفس المسابقة أنها أفلام سياسية على عكس فيلم ميكروفون، والذى يعد فيلما مختلفا وبسيطا وإن كان فى رأيى سياسيا اجتماعيا إلى حد ما لأننا نتحدث عن تجربة شباب يقدم موسيقاه وفنه بطريقته المستقلة ويواجه بيئة تعودت على السائد والمألوف وتنبذ التجديد والتغيير، إلا أن لجنة التحكيم يبدو أنها تحمست لنا أكثر وقررت تقديم رسالة قوية لمساندة السينما المستقلة فقدمت لنا جائزة تاريخيه".


وأكد المنتج محمد حفظى "أن الفيلم يدور حول قضية لم يتم تناولها من قبل فى السينما المصرية فهو تجربة جديدة وجريئة وهو ما جعل الفيلم يشارك فى عدد كبير من المهرجانات المختلفة ولكن الموضوع كان مختلفا تماما فى تونس فقد كان أشبه بتحد، خاصة وأن هناك عددا كبيرا من الأفلام التى تنافسنا معها كان مستواها الفنى جيد جدا وهو ما كان فرصة حقيقية للتلاقى والتحاور، وفى الوقت نفسه التنافس خلال أيام المهرجان الذى يعتبر من أعرق التظاهرات السينمائية العربية والأفريقية وهو ما جعل التنافس بداخلنا أقوى ورغبتنا فى الفوز أكبر".


تدور أحداث الفيلم فى قالب غنائى اجتماعى، حيث يستعرض مخرج الفيلم ومؤلفه أحمد عبد الله السيد الفرق الإسكندرية الغنائية، وبعض المواهب السكندرية الحقيقية فى قالب درامى يجمعهم، حيث تعتمد القصة على يوميات "خالد" الذى يعود إلى الإسكندرية بعد غياب أعوام قضاها فى الولايات المتحدة، يرجع خالد متأملا كيف تغيرت مدينته الإسكندرية، باحثا عن حبيبته "منه شلبى" وترميم علاقته المتصدعة بوالده "د.محمود اللوزى"، لكنه يكتشف أن عودته جاءت متأخرة، فحبيبته على وشك السفر وترك الإسكندرية وعلاقته بوالده وصلت طريقا مسدودا.


وأثناء تأمله لشوارع الإسكندرية، يلتقى بشبان وشابات منهم من يغنى "الهيب هوب" على أرصفة الشوارع ومنهم من يعزف موسيقى الروك فوق أسطح العمارات القديمة، فى حين يرسم آخرون لوحات الجرافيتى على الجدران. وتختلط تفاصيل حياة "خالد" الخاصة بما يدور حوله من أحداث فينخرط فى هذا العالم الجديد ليروى قصصا حقيقية لجيل ناشئ من الفنانين يعيشون على هامش المشهد الإبداعى.


الجدير بالذكر أن فيلم ميكروفون مبنى على قصص حقيقية من الشباب السكندرى وحتى الأدوار الدرامية التى يؤديها الممثلون كتبت على أساس قصص حقيقية للممثلين أنفسهم.


يشار إلى أن أعضاء لجنة التحكيم أبدوا إعجابهم بالأداء التمثيلى الرائع لأبطال الفيلم "خالد أبو النجا، ومنة شلبى ويسرا اللوزى وأحمد مجدى وهانى عادل وعاطف يوسف، إضافة إلى الفرق الموسيقية التى أدى أعضاؤها أدوارهم الحقيقية وشارك فى الفيلم أربعة فرق موسيقية من الإسكندرية بشخصياتهم الحقيقية هى "مسار إجبارى، واى كرو، ماسكارا، وصوت فى الزحمة".


كما أثنوا على أحمد عبد الله السيد مخرج ومؤلف العمل، الذى استطاع بسلاسة شديدة أن يتناول قصصا حقيقية لشباب يريد التعبير عن نفسه بطريقته من خلال فيلم ملئ بالطاقة والموسيقى الشبابية، وأشار رئيس لجنة التحكيم راؤول باك" إلى أن هذا العمل استحق الجائزة الكبرى لجرأته ولشجاعته ولنضارته وثراء شخصياته وموسيقاه الباحثة عن الجديد فى جو يرفض لشباب الموسيقيين الوصول لما يحلمون به".


وتضمن فريق العمل طارق حفنى مديرا للتصوير، وأمجد نجيب مهندسا للديكور والمونتاج هشام صقر، وشارك فى الإنتاج خالد أبو النجا مع كلينك فيلم لصاحبها السيناريست محمد حفظى، وتم تصويره بالكامل فى مدينة الإسكندرية خلال الفترة من أبريل إلى يونيو2010.






 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

<

عدد الزوار

free counters

اهلا بيك

اهلا بيك

الاحصائيات

جوجل اخبـــــــار

Custom Search

wibiya widget

ContactMe