الأربعاء، 6 أكتوبر 2010

في ألبوم محدش يحاسبني لأنغام.. حضرت الموسيقى وغابت الكلمات



خلال فترة قصيرة جدًا أصدرت أنغام ألبومين غنائيين كل منهما كان يمثل حالة خاصة، الأول كان ألبوما دينيًا خالصًا هو «الحكاية محمدية».. والثاني: طرح بعده بثلاثة أسابيع فقط هو «محدش يحاسبني» الذي صدر مؤخرا.. ألبوم أنغام الجديد هذه المرة لم يكن حدثًا غنائيًا كبيرًا كما هي العادة منها لكنه فقط حدث موسيقي مهم، حيث لا أحد ينكر الحضور الموسيقي الطاغي للألحان، وإن كان الألبوم نفسه يحمل هنا وصفًا غير معتاد هو «ميني ألبوم» حيث تكتفي صاحبته بتقديم ثلاث أغنيات فقط، اثنان منها بتوزيعين موسيقيين مختلفين، وإن أثبتت أنغام أنها تمتلك جرأة من نوع خاص وهي تشارك بصوتها في تلك الحالة الموسيقية إلا أن التجربة في الأساس تعتبر احتفالية خاصة بالموسيقي ولانجد فيها حضورًا قويا للكلمات، فهي عبارة عن أكثر من قطعة موسيقية مزينة بصوت أنغام في بعض من مقاطعها. الشاعر أمير طعيمة كتب الأغنيات الثلاث، وحسن الشافعي وزعها، وقدم لحنًا واحدًا هو لحن أغنية «ليالي» التي يقدم فيها نوع موسيقي الـ «trance» فيما غابت كلمات أمير طعيمة تماما خاصة أن أنغام تأتي بعد 23 عامًا من الغناء لتسأل بمنتهي البساطة في أغنية «ليالي»: «بنآسي ليه من الشوق والغرام؟»، تشعر لفرط سطحية الكلمات وعدم ارتباط بعضها ببعض أنها كلمات أغنية أجنبية مترجمة، الأغنية تقدم بتوزيع آخر بديع في الألبوم، وكلا التوزيعين يؤكد أن ملحن الأغنية حسن الشافعي يمتلك فضيلة نادرة في هذه الأيام وهي الاختلاف حتي وهو يلعب لحنًا واحدًا، أجواء أخري أكثر طزاجة في الأغنية الثانية التي تحمل عنوان الألبوم «محدش يحاسبني» رغم أن مؤلفها أمير طعيمة يواصل طريقه نحو كلمات أكثر بساطة، لتصل هنا لمرحلة أقل من العادية حيث يقول في مقطع منها: «عادي.. الدنيا فاتحة الباب قصادي»، لكن اختيار الموزع حسن الشافعي للربابة لتكون سيدة اللحن جاء ليجعلك تتجاهل أي إخفاق آخر في الأغنية لأنه يكفيك تماما أن تواصل الاستماع لحديث الربابة الرشيق جدا، والراقص جدا، والمختلف تماما والذي يأخذك بعيدا مع أصابع محمود سرور الذي يعزف باقتدار، أيضا ملحن الأغنية كريم البغدادي كان في حالة رائقة وهو يضع اللحن الذي سوف يعيش كثيرا وأطول من الأغنية ذاتها التي تبدو أجواؤها شديدة الشبه بأغنية «حياتي» لأصالة نصري، حيث تحاول فيها أنغام أن تقول للجميع إنها أصبحت أكثر حرية، وإنها اختارت أن تنظر للحياة نظرة أكثر بساطة، ثم في الأغنية الثالثة نجد أمير طعيمة أخيرا يقدم كلمات قوية إلي حد ما، الأغنية هي «أنا عايشة حالة»، وأنغام بدورها كانت أكثر هدوءا وهي تغني «مش فارقة أروح ياحبيبي معاك لفين»، حيث تعود هنا أنغام لمنطقتها الآمنة المعتادة التي تحوي رومانسية راقية بعيدة كل البعد عن التذلل أو التوسل، فيما يقدم إيهاب عبدالواحد لحنا رقيقا جدا، وفخما جدا يشترك فيه كمان محمود سرور وناي علي المدبوح وجيتار عمر طنطاوي لتجد نفسك في النهاية أمام فريق صنع حالة شديدة التميز تستحق الاستماع أكثر من مرة وبعد انتهاء المقطوعة تضبط نفسك تبحث عن التوزيع الثاني للحن لتستمتع بهذا المزيج غير العادي من الجمل اللحنية التي تقال بأكثر من طريقة، فيكفي من أنغام أنها خلال الألبوم تركت للمستمع مساحة كبيرة ليتمتع بالموسيقي الخالصة، فهي حاولت أن تبتعد عن الطريقة الكلاسيكية التي ميزتها منذ بدايتها وأن تدخل أكثر من منطقة، وفي النهاية يكفيها قرارها بالاختلاف والذي يراه البعض قرارًا متأخرًا، لكن لا أحد ينكر أن الموزع حسن الشافعي بطل رئيسي لهذه التجربة المختلفة، والتي احتفت فيها أنغام بالموسيقي وتركت الكلمات جانبا، لكن برغم ذلك لا أحد ينكر أنها كانت أكثر جرأة سواء في اللوك الذي ظهرت به علي غلاف الألبوم، حيث اختارت أن تترك نفسها بنظارة شمسية تخفي نصف وجهها، وبشعر أملس تماما، باختصار هي أرادات أن تبتعد عن الصورة المحفورة في ذهن الجميع عن أنغام، أيضا الجرأة المحسوبة بدقة ظهرت في اختياراتها للموسيقي لكن بالطبع جمهور أنغام مازال يبحث عن كلمات أكثر عمقا في الألبوم.. ولايجد.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

<

عدد الزوار

free counters

اهلا بيك

اهلا بيك

الاحصائيات

جوجل اخبـــــــار

Custom Search

wibiya widget

ContactMe