الثلاثاء، 12 أكتوبر 2010

تامر حسني وعمرو دياب.. بين الحقيقة والأكاذيب



كان الأسبوع المنصرم هو أسبوع الثنائي اللدود "الهضبة - نجم الجيل" بلا منازع، حيث امتلأت المواقع الإلكترونية والصحف، بل والفيس بوك بالكثير من المعلومات والبيانات والتصريحات، بكثير من الأكاذيب وقليل من الحقائق.
وبرصد بسيط لهذه الأحداث وتحليل لمجرياتها ودوافعها، تظن أن هناك حربا فعلية تدور رحاها بين مريدي عمرو دياب ومريدي تامر حسني، بحثا عن تتويج وهمي لأي منهما على عرش الغناء المصري، متناسين أن كلا منهما يمكنه العمل والإبداع وبناء إمبراطورية فنية مستقلة بجوار الآخر، وأن الهضبة لا يمانع أبدا من احتضان نجم الجيل، وأن تامر إذا توقف عن الدوران في فلك عمرو دياب، وبناء كافة تصرفاته وردود أفعاله وخطواته الفنية المقبلة، على ما يقوم به الأخير، فإنه سيحقق نجاحا ربما أكبر وأعظم من ذلك الذي يحققه الآن.


40 مليون..80 مليون.. مين يزود؟
بدأ هذا الأسبوع بمزاد سري بين تامر وعمرو، عندما أعلن المنتج الفني سمير يوسف أنه قد انتهى مؤخراً من التعاقد مع الهضبة للقيام بثالث بطولاته الدرامية، في مسلسل جديد يحمل اسماً مؤقتاً هو "المصيدة" مقابل 40 مليون جنيه، بما يعد أعلى أجر في تاريخ الدراما العربية منذ نشأتها عام 1960، متفوقاً بذلك على كل نجوم الدراما الذين سيخوضون المنافسة أمامه في موسم 2011. هنا فقط اندلعت أول شرارة في الحرب الإعلامية، حيث أعلن تامر حسني عبر متحدثته الإعلامية رحاب محسن وفي بيان رسمي أنه قد تلقى عرضاً من المنتج وليد مصطفى رئيس مجلس إدارة شركة "عرب سكرين" للقيام ببطولة مسلسل لرمضان المقبل مقابل أجر يبلغ 80 مليون جنيه، أي ضعف ما يتلقاه الهضبة، وكأن نجومية "نجم الجيل" والقدرات التسويقية لاسمه قد بلغت ضعف القدرات التسويقية لنجم بلغت نجوميته الآفاق، وأصبح معروفا على نطاق عالمي، مثل الهضبة.
تامر تناسى في لحظة أنه لم ينجح في تحقيق أرباح مالية ضخمة للمنتج محسن جابر الذي ظن أنه بالتعاقد مع تامر سيتمكن من التغلب على خسائره بعد رحيل الهضبة عن شركته منذ أعوام عديدة، حتى أن تامر نفسه لم يحفظ الجميل لـ جابر الذي يحرص على إذاعة أغنياته المصورة بكثافة شديدة على أمل إقناع الجمهور - عبر الإلحاح - بشراء ألبوم تامر أو الدفع مقابل الحصول على نغمات أغنياته ringtones، وأعلن أن الألبوم المقبل سيكون هو الأخير له مع "صانع النجوم" محسن جابر، وأنه سيقوم بالتعاقد مع شركة أمريكية عالمية لإنتاج ألبومين متتالين له، وأنه على هذا الأساس سينتقل للإقامة في أمريكا.
ربما تكون تصريحات تامر صحيحة وينتقل للإقامة في أمريكا، على أمل ألا يغرقنا وقتها بملايين البيانات الصحفية والتصريحات المتناقضة ثم بيانات النفي والرفض والاعتراض.


  سقطة غير مبررة
بالطبع، لم يصدق أحد أن تامر سيحصل على هذا المبلغ الضخم، لأنه ببساطة لا توجد شركة إنتاج يمكنها أن ترصد مثل هذا المبلغ فقط كأجر لفنان، وليس كميزانية مسلسل بأكمله، خاصة أن تامر سيتم مقارنته في هذا الصدد بعملاق الدراما التليفزيونية يحيى الفخراني، والذي يحصل -عن استحقاق - على أعلى أجر بين أقرانه، ولكنه لم يصل بأي حال من الأحوال إلى مثل هذا الرقم الخيالي، كما أن الزعيم عادل إمام نفسه سيتقاضى 25 مليون جنيه فقط عن مسلسله القادم.
البعض حوّل الأمر لمادة للسخرية والمزاح ضد تامر، كما أن البعض عبر عن غضبه من هذا البيان المغلوط، في هيئة صور "مفبركة" مخلة بالأخلاق تم نشرها عبر الفيس بوك، للإساءة لتامر وسمعته، والجميع يعلم أن جمهور الفيس بوك معظمه من المراهقين ممن هم دون العشرين، لذلك تكون ردود أفعالهم عصبية متشنجة، وكان من الأولى أن يقوم "نجم الجيل" بامتصاصهم ومحاولة كسب تعاطفهم بدلا من غضبهم.
تامر أسقط ورقة التوت، وخسر كل من كان يحاول التعاطف معه أو الدفاع عنه ضد هجوم "الألتراس الديابي"، وذلك عندما أعلن أن رحاب محسن لا تعمل معه، وأنه لم يطلب منها أن تقدم هذا البيان، مما جعل رحاب نفسها تقوم بفضحه في أكثر من مكان، حيث اتهمته بالكذب، وأكدت أنها لن تعمل معه مرة أخرى، بعد أن اعترف بأنه لابد وأن يضحي بها في محاولة لتخطي هذه العثرة الناتجة عن حساباته غير الدقيقة.



الهضبة وسلسلة من الاجتهادات الصحفية
أما الميجا ستار عمرو دياب، فقد كان ضحية للعديد من الأخبار والتقارير التي تم نشرها مؤخرا، حيث أعلنت الكثير من التقارير أنه لن يجدد تعاقده مع شركة روتانا، وأنه بصدد التعاقد مع شركة أخرى، خاصة وأن ألبومه المقرر طرحه في عيد الأضحى المقبل سيكون هو الأخير له مع الشركة، بعد تلقيه عرضا من شركة "لوتس ميوزيك" للانضمام إليها بالمقابل المادى الذي يحدده الهضبة، وبالشروط التي يطلبها، حيث أكد الكثيرون أن هذه المعلومات بها الكثير من الصحة لأن عمرو أعلن للمقربين منه أنه لا ينوي تجديد تعاقده مع روتانا.
من جانبه، لم ينف عمرو الخبر أو يؤكده، تاركاً الساحة الإعلامية لفن الاجتهاد والتنبؤ، حيث تجاهلت بعض المصادر التحدث عن مسألة تجديد التعاقد مع روتانا، مفجرة مفاجأة أخرى، وهى أن الفنانة المكسيكية العالمية سلمى حايك ستقوم بدور البطولة أمام عمرو دياب!!!
لن أتحدث هنا عن الأجر الخرافي المفترض أن تحصل عليه حايك نظير مشاركتها في عمل درامي مصري، ولكننى أتساءل: هل ستقوم سلمى بالتمثيل باللغة الإسبانية؟ أم بالإنجليزية؟ أم بـ "العربي المكسر"؟ وهل هذا الكلام منطقى؟!!
دعك من هذا، فالمستفز أن هؤلاء "المجتهدين" قاموا بالفعل بنشر قصة المسلسل، التى لم يتم الاعلان عنها مطلقا، كاشفين النقاب عن أن الهضبة سيقوم بدور "طيار"، في مسلسل ينتمي إلي نوعية الأكشن، وأنه سيتم تنفيذ معارك جوية كثيرة، قام المنتج من أجلها بالتعاقد مع مخرج فيلم "بيرل هاربور" لتولي تنفيذ مشاهد الأكشن والمعارك الجوية. حسنا! من أين لنا بميزانية ضخمة وفريق تقني على أعلى مستوى يضمن لنا تقديم مشاهد غاية في الدقة والإتقان، ونحن الذين لم نتمكن منذ ثلاثة عقود على إنتاج عمل فني واحد "فيلم أو مسلسل" يقدم لنا حرب أكتوبر والضربة الجوية الأولى بالشكل اللائق لها والذي تستحقه.
وحتى يخرج عمرو دياب نفسه من دائرة الشائعات التي لا تنتهى أعلن أنه لن يقوم ببطولة المسلسل هذا العام، لأنه لم يستقر بعد على الفكرة التي يعود بها لجمهوره، خاصة وأن رصيده الفني يتضمن مسلسلين آخرين قدمهما في الثمانينيات.
وبحسب صحيفة "المصري اليوم"، فإن الهضبة سيقوم بتقديم برنامج تليفزيوني لرمضان المقبل، على غرار برنامج "العربى" الذي تقدمه حاليا بنجاح الفنانة المتألقة يسرا، وهى خطوة وإن كانت ستضيف للهضبة الذي يتمتع بجماهيرية غير محدودة، إلا أنها ستتطلب منه تفرغا، وهو ما قد يبعده عن عشقه الأول "الموسيقى"، فهل يقوم الهضبة بهذه الخطوة؟ وهل يعلن غدا "نجم الجيل" أنه سيؤجل مسلسله، ليقوم بتقديم برنامج تليفزيوني تطبيقا للموضة الجديدة؟!!



متى يتوقف تامر عن مقارنة نفسه بالهضبة
الفنان تامر حسني لا يدرك حجم موهبته الكبيرة، أو ربما لا يثق بها أو يؤمن أنها ستوصله إلى أرقى مكانة فنية، لذلك دأب خلال الفترة الأخيرة على محاصرة نفسه بشبح عمرو دياب. خلق حربا وهمية مع الهضبة وقام فيها باستنفاد طاقته التي كان من الأجدر أن يستغلها لتقديم الجديد في الموسيقى والغناء.
أحدث هذه الغزوات "الوهمية"، قام بها تامر هذا الأسبوع، عندما أعلن أنه قد التقى بالهضبة بالصدفة في زيارة لأحمد السقا بالمستشفى، حيث يتم علاجه من جلطة بالساق. ووفقا لتامر، تم عقد معاهدة الصلح مع الهضبة بابتسامة!
لن أخوض هنا فيما أعلنه المقربون من الهضبة من أنه لم يلتق أبدا بتامر أثناء الزيارتين اللتين قام بهما للسقا، ذلك أنه التقى في زيارته الأولى بكريم عبد العزيز ومحمد هنيدي فقط، أما الزيارة الثانية التي كانت عقب عزاء والدة محمد فؤاد، فلم يذهب عمرو سوى مع فؤاد وحماقي بعد خروجهما من الاستوديو الخاص بمحمد فؤاد، أي أن تامر لم يحضر من الأساس.
ولكن المثير أن تامر وإن كان قد أعلن عن "عودة الوئام المفقود" مع الهضبة، إلا أنه - كعادة "ريما" - قام بفتح النار على دياب عبر أثير راديو موزاييك التونسي عندما أعلن أن عزوف مهرجان قرطاج عن استقدام الهضبة، نتيجة لـ "سنة الحياة" وأن "الدوام لله".
ألا يعرف تامر أن عمرو عازف عن الغناء في قرطاج وليس العكس، وأن من يغني في أكبر مسارح لاس فيجاس، لن يكون مطرودا من "جنة" قرطاج؟!!
وقرر تامر، على طريقة بيدي لا بيد عمرو، إطلاق النار على الجميع، حيث وجه بعضا من نيرانه على الفنان إيهاب توفيق الذي أشار منذ فترة إلى أن محسن جابر تعاقد مع تامر لضرب دياب، وعلى ما يبدو فإن تامر لم ينس هذا التصريح لـ توفيق، فأصر على ضربه، ولكن من المؤكد أن هذا الهجوم العنيف على توفيق لن يمر مرور الكرام، وسيتسبب في أزمة كبيرة داخل شركة مزيكا، التي ينتمى إليها -حتى الآن - إيهاب توفيق وتامر حسني على السواء، فهل يدخل تامر في صراع جديد؟!!
فقط أود الإشارة إلى أى فنان لديه الموهبة والقدرة على الإبداع، لن يمكنه أبدا إلغاء تاريخ وإنجازات سابقيه، ودياب نفسه لم يقض على نجاح عبد الحليم حافظ مثلا، وبالتالي فإن تامر مهما حاول لن يتمكن مطلقا من تقويض جماهيرية الهضبة.


 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

<

عدد الزوار

free counters

اهلا بيك

اهلا بيك

الاحصائيات

جوجل اخبـــــــار

Custom Search

wibiya widget

ContactMe